قرية فيتنام في المغرب
هل سمعتهم من قبل بأن هناك قرية آسيوية في ببلد
عربي؟ أغلبكم أكيد لم يسمع بالأمر، وسوف يبدو غريبا إذا قلنا لكم أنه بالفعل توجد قرية
آسيوية ببلد عربي، وبالضبط في " المغرب " حيث يوجد بها قرية فيتنامية،
حتى أن أغلب المغاربة أنفسهم لا يعلمون بالأمر.
" قرية فيتنام" المغربية، أو " دوار الشينوا " كما يطلق عليها الساكنة المحلية، والشينوا تعني الصينيين بالفرنسية، بحيث أنه في المغرب كل الآسيويين يعتبرون صينيين، تقع هذه القرية الفيتنامية، في منطقة سيدي يحي الغرب وهي منطقة قروية تحيط بها الغابات من كل جانب، تشتهر هذه المنطقة بتجارة الخشب، وأيضا منازل القرميد التي تذكرنا بتلك الحروب التي خاضها الأمريكان في الفيتنام والتي كنا نشاهدها في أفلام هوليود الشهيرة، وأيضا المنطقة تشتهر بكونها " قرية فيتنام " لوجود العشرات من الفيتناميين فيها.
ما هي قصة
هذه القرية ؟
في سنة 1950، وأثناء الحرب العالمية الثانية، وحيث أن المغرب كان وقتها مستعمرة فرنسية، جنّدت فرنسا، عدداً مهما من الجنود المغاربة، ليحاربوا معها في الحرب التي دارت رحاها في منطقة الهند الصينية، المعروفة باسم ( لاندوشين ) بحسب النطق الفرنسي،
وبعد نهاية هذه الحرب وجد العديد من الجنود المغاربة أنفسهم
عالقين في منطقة فيتنام، وعليه عاشوا هناك وتزوّجوا فيتناميات وأنجبوا العديد من
الأبناء .
عودة
الجنود وعائلاتهم إلى أرض الوطن
في سنة 1972،
وبأمر من ملك البلاد وقتها، الراحل الحسن الثاني، عاد حوالي 70 جندي مغربي رُفقة
زوجاتهم الفيتناميات وأبنائهم، وكانوا وقتها يشكلون حوالي 85 أسرة، بحيث أنه وبأمر
من ملك البلاد ثم منحهم أراضي في منطقة سيدي يحي الغرب ليعيشوا منها.
وهكذا استقرّوا في هذه القرية بمنطقة "سيدي يحيى الغرب"، حيث عاشوا حياتهم في منتهى البساطة، إذ طغى فيها أسلوب الحياة الفيتنامية وكذا اللغة الفيتنامية، كما أن الأبناء كبروا وهم يتحدثون الفيتنامية، وتزوجوا وأنجبوا أحفادا هم أيضا يتحدثون الفيتنامية، وأغلبهم لديه الملامح الفيتنامية.