كيف تعيش حياة صحية ؟
الحياة الصحية مزيج متناغم بين جسم جيد ونفسية جيدة، فكل منهما يؤثر
على الآخر ويتأثر به.
1/الحفاظ على صحة الجسم
الحفاظ على صحة الجسم مرحلة استباقية قبل أن تتمكن الأمراض من الجسم.
فهي خطوة يجب أن تتخذ منذ أن
يكون الشخص جنينا في رحم أمه، بل من صحة النطفة والبويضة اللتان يتخلق منهما.
وبالتالي فصحة الإنسان تتأثر
بصحة والديه وبالظروف المصاحبة لبداية تخلقه.
لذا فالعناية بالصحة مسألة لا تتحمل التأجيل، فكلما تأخر الإنسان
براعيتها صعب عليه استعادتها بعد ذلك.
تتعلق صحة الجسم بعدة عوامل
· انضباط النوم
وانتظامه
· الصحة النفسية
· العادات الغذائية
· حركة الجسم والرياضة
1/ضبط نظام النوم
الخطوة الأولى لتعيش حياة صحية وصحيحة أن تضبط نظام نومك.
النوم في وقت مبكر من الليل
والاستيقاظ باكرا، ينظم ساعتك الداخلية لتتوافق مع الساعة الطبيعية، فالجسم يتأثر
بضوء النهار وبظلمة الليل.
النوم الكافي ليس مرادفا لساعات النوم المستوفى منها، فالكفاية من
النوم لا تعتمد بشكل كامل على عدد ساعات النوم، بل وبشكل أكبر على نوعيتها، ليلية
أم نهارية.
فحتى عند محاكاة ظروف الليل
في غرف النوم المظلمة مع التكييف البارد أثناء النهار، لا تكون جودة النوم هي
نفسها أثناء الليل.
تأثير النهار يتجاوز حدود
الإضاءة والحرارة، لعل ذلك التأثير ناتجا عن موجات شمسية تنشط نوعا محددا من
الخلايا، والذي قد يمنع النوم بشكل تام لجميع خلايا الجسم مما يؤثر على جودة
الأداء خلال فترة الاستيقاظ.
كذلك فإن سهر الليالي وقصدها
لتأدية مختلف النشاطات الإنسانية يقلل من كفاءة الأعمال المنجزة فيها، مما يتطلب
جهدا أكبر وطاقة أعلى وهذا يؤدي على البعيد إلى استهلاك صحة الجسم مع عدم نيله الحظ
الأوفر من النوم أثناء الليل.
2/تعديل عاداتك الغذائية
تتأثر الصحة بالغذاء من خلال العوامل التالية:
· طريقة الأكل
· موعد تناوله
· نوعية الغذاء
· كمية الغذاء
موعد الطعام
موعد تناول الطعام يؤثر على الصحة من خلال دعم أنظمة الهضم أو إعياؤها.
فالملاحظ من خلال تعاملنا مع الآلات أن تشغيلها بشكل متتال واستخدامها
لمرات متلاحقة يخفض جودة أدائها ويقلل من عمرها الافتراضي.
وكذلك المعدة والأمعاء، إدخال
الطعام على الأمعاء قبل انتهاء دورة الهضم السابقة من أحد أسباب شيوع المشاكل
الهضمية بين الناس، لذا يجب ضبط مواعيد الأكل بانتظام.
النظام الصحي الشائع للغذاء
يعتمد على ثلاث وجبات أساسية لا تتخللها وجبات ثانوية.
وهنالك أنظمة غذائية أخرى
تلغي وجبة العشاء بشكل كلي وتعتمد على وجبة الفطور الخفيفة ووجبة الغداء المتأخرة
في نهاية العصر، هذا النظام يسمح بوجود وجبة خفيفة بين الوجبتين الرئيسيتين.
بني هذا النظام على أساس
الاعتقاد أن كفاءة الهضم تقل أثناء النوم، لذا يجب أن تكون هنالك مسافة زمنية
كافية لإتمام عملية الهضم والامتصاص قبل النوم.
يوجد تناقض ظاهري بين عنصر الأكل وعنصر النعاس.
فالملاحظ أن الأكل يحفز الشعور
بالنعاس، مع أن الغذاء طاقة يجب أن تمد الجسم بالنشاط وتشعره بالحيوية فتطرد
النعاس عن عينيه.
تفسير هذا التناقض أن الغذاء
لا يتحول إلى طاقة بمجرد دخوله إلى الجسم، بل أنه يحتاج إلى معظم طاقة الجسم
المخزنة ليتم التعامل معه إما بهضمه ومن ثم امتصاصه، أو بهضمه جزئيا ومن ثم إخراجه.
لهذا يشعر الإنسان بعد الأكل
برغبة في النوم، لأن الطاقة تسحب من سائر جسمه إلى منطقة الأمعاء.
فمن الخطورة على الصحة أن يعمد الإنسان إلى ممارسة نشاطات تتطلب بذل
الطاقة كالرياضة، إلا بعد مرور نصف ساعة على الأقل من بعد الطعام.
ومن هذه المنهجية نشأت
اتجاهات أخرى بما يتعلق بارتباط عنصر الأكل بعنصر النوم، فبعض المختصين بالصحة
الغذائية يرون أن لا بأس بالنوم المباشر بعد الأكل، بل أن بعضهم بالغ في نقض
منهجية امتناع النوم بعد الأكل حتى جعل النوم المباشر بعد الأكل أفضل وأصح للجسم.
لأن حالة النوم تحتفظ بالطاقة
كلها للأعضاء الداخلية، فتكون العمليات الحيوية على أوجها.
3/طريقة الأكل
تتحكم طريقة الأكل الصحيحة بزيادة فعالية الاستفادة بأكبر قدر ممكن من
العناصر المغذية المتضمنة في وجبة الطعام.
ومن جهة أخرى فإن اتخاذ طريقة سيئة لتناول الطعام قد تحوله إلى سم يضر
بالجسم حتى لو كان نافعا.
من الطرق الضارة لتناول الطعام
الأكل ماشيا: تنتشر هذه الطريقة بين طلاب المدارس والجامعات، الذين
يرغبون بالجمع بين التمشي في الساحة أو الحديقة وبين تناول الطعام.
وسبب ضررها أن المشي يستهلك
طاقة كبيرة من الجسم بينما يحتاج الجسم لتركز جميع طاقته في عملية الهضم كما أن
وضعية الوقوف غير صحية في استقبال الطعام مما يقلل من فاعلية العملية الهضمية.
الأكل السريع: ينتج الأكل السريع عن عدة أسباب
منها ما تكون أسبابا نفسية كأن يكون وراء الشخص موعد مهم يضطره للأكل
السريع لإنهائه بأقل وقت ممكن.
أو أن يكون هذا الشخص متخلقا بخلق العجلة مما يجعله يتعامل مع جميع
شؤون حياته بعجلة ومن ضمنها تناول الطعام.
ومن الأسباب التي تحمل بعض الناس على الأكل السريع الشعور بالجوع
وانفتاح الشهية.
يحدث هذا كثيرا على موائد
الإفطار في رمضان، حيث يوضع الطعام قبل آذان المغرب مما يهيج الشهية ويفتحها.
أضرار الأكل السريع
الأكل السريع يحرم اللقيمات من استيفائها جميع مراحل الهضم، فقد
تتجاوز كثير من اللقيمات مرحلة المضغ من خلال البلع.
المضغ عملية معالجة الطعام
فيزيائيا بالطحن والتقطيع، وكيمائيا بالإنزيمات الهاضمة، وتجاوز هذه المرحلة يسبب
عبء على بقية أعضاء القناة الهاضمة ويعرضها للمشاكل الصحية على المدى البعيد.
4/نوعية الغذاء
لا يمكن تحديد نوع معين للغذاء يمكن للإنسان أن يقتصر عليه حتى يكون
طعامه صحيا، فالإنسان بحاجة إلى التنوع المتوازن في غذائه.
وأي مادة مهما كانت نافعة فليس باستطاعتها توفير جميع اللوازم
الغذائية لصحة الإنسان، لذا من الواجب أن تكون وجبات الطعام متنوعة باعتدال وتوازن.
وتختلف الاحتياجات الغذائية للإنسان باختلاف مراحله العمرية وحالته
الصحية والظروف المحيطة.
فالأطفال أكثر حاجة للكربوهيدرات بسبب نشاطهم وحركتهم، وفي فصل الشتاء
تكثر حاجتهم الجسم للفيتامينات.
5/كمية الغذاء
حتى الأغذية المفيدة إذا تم الإكثار منها فإنها تضر، وكما يقول المثل
الدارج كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده
ولكل مادة حد، والشبع ليس الحد الأقصى لجميع المواد، فبعض المواد لا
ينبغي الاستزادة منها حتى وإن لم تشعرك بالشبع.
المحافظة على الوزن المثالي
السمنة الزائدة وراء الكثير من العلل، فالدهون تتكدس على الأعضاء
الداخلية فتخنقها وتمنعها عن أداء وظائفها.
الحفاظ على الصحة النفسية
ربما لا نستطيع السيطرة على مشاعرنا في معظم الأحيان.
فالأحزان هي التي تفرض نفسها
علينا، فكيف يمكن المحافظة على صحتنا النفسية؟
لا بأس بالحزن، ولا يمكن اعتبار الحزين مريضا نفسيا، فهو شعور طبيعي، ومن
حق النفس أن تستوفي حظها منه حين تتعرض للفقد أو الخسارة.
لكن المشكلة تكمن في تحول
الحزن إلى اكتئاب، والاكتئاب ليس شعورا طبيعيا وهو نوع من الأمراض النفسية التي
يجب مقاومتها ومعالجتها.
الاكتئاب: فقدان الرغبة
بالحياة، مما يعني عدم الرغبة بالأكل أو الحركة وهذا يعني تدميرا سريعا للصحة
بعمومها، والعمل من أفضل طرق مقاومة الاكتئاب.