التربية الفعالة والآثار السلبية للضرب

 

تابع موقعنا ليصلك كل جديد


الطفل عجينة مرنة يسهل تشكيلها، غير عصية على تغيير، تتأثر بأدنى مؤثر، وبالرغم من هذا تواجه الأمهات مشكلة العناد، التي قد تواجه بالصياح والضرب.

في هذا المقال سنستعرض الآثار السلبية للضرب والصياح على نفسية الطفل ومن ثم سنوجه الأمهات من خلال هذا المقال إلى الطرق الفعالة في التعامل مع عناد الطفل.

التربية الفعالة والآثار السلبية للضرب

التربية الفعالة والآثار السلبية للضرب والصياح

تعمد كثير من الأمهات لانتهاج طريقة الصياح والضرب في التعامل مع أطفالهن إما ليجتنبوا الممنوع أو ليؤدوا المرغوب.

 إلا أن هذه الطريقة تفقد فاعليتها مع معظم الأطفال مع مرور الزمن، بل قد تؤدي إلى فعل عكسي.

 حيث يضبط الطفل تصرفاته بناء على عكس ما تأمره أمه دون أن تتحقق له تلك التصرفات فائدة أو منفعة، بل قد يصل به العناد في مخالفة أمه إلى إلحاق الضرر بنفسه.

ثم في كثير من الأحيان تتجه الأمهات إلى تشديد العقوبات على أطفالهن، أملا منهن بالحصول على نتيجة فعالة في تطويع عناد الطفل وتلقي استجابة منه على النواهي والأوامر الموجهة إليه.

 حيث تشتهي الأم أن تثمر جهودها وتلقى ردا إيجابيا من طفلها، لكن الطفل العنيد يتعمد خذلان والدته معتبرا إصراره على عناده نصرا لإرادته وإظهارا لقوته.

 تدخل الأم في مرحلة التوتر وتفقد سيطرتها على نفسها، تزيد من الصياح ويقتصر حديثها مع طفلها على تجريحه وإبراز عيوبه مقارنة بأقرانه ثم تنتقل إلى الحديث غير المباشر معه بالتعريض فيه على مسمع منه.

تصل العلاقة بين الأم وطفلها العنيد إلى هذه الدرجة من سوء في مراحل الطفولة المتأخرة، حتى إذا راهق الطفل فإنه يتبادل الأدوار مع والدته فيأخذ بالصياح بدلا عنها ويتجه إلى الانتقاد الدائم لأهله وابداء استيائه من تصرفاتهم.

 تصطدم الأم مع طفلها المراهق في كل مرة يتواجهان فيها.

ثم شيئا فشيئا تبلغ الأم مرحلة اليأس من طفلها بعد كل المحاولات التي بذلتها، فتتوقف عن محاولتها بإصلاحها وتتبنى أسلوب اللامبالاة في معاملته مع إهمالها جميع شؤونه وإظهارها أي اهتمام بأمره.

 في فترة المراهقة تكون المشاعر في فترة حرجة من الحساسية، لذا يعد أسلوب اللامبالاة جارحا وخانقا للمراهق، ولكن عناده الذي تولى قيادة حياته لا يسمح له بإظهار ضعفه أو إعلان ندمه، بل تؤدي لامبالاة أمه لتضخيم أنانيته في محاولة منه لتعويض الحب الذي فقده من أمه من خلال حبه لذاته.

 فيطلق العنان لرغباته مرخيا لجام الرقابة عن نفسه، حيث يشعر المراهق بانعدام التحامه بأسرته ومن ثم بانعدام صلته وانتمائه إلى مجتمعه.

 تؤدي مجموعة هذه المشاعر إلى الضياع ومن ثم البحث عن مجتمع يضم أفرادا يعانون مما يعاني هو منه.

 هكذا قد تتطور الأمور عند معاملة الطفل العنيد بالصياح والضرب.

هنالك فئة أخرى من الأطفال الذين تجدي معهم أساليب الصياح والضرب وتطوعهم

 فهي تبدو للأهل وسائل فعالة في التعامل معهم، مما يشعر الأهل بشيء من الرضى عن سيطرتهم على أطفالهم، هذا ما يبدو ظاهريا، لكن هذه الطريقة التي ينصاع لها الأبناء بسهولة، قد تجعل منهم أشخاصا ذوي شخصيات ضعيفة تنال منهم الحياة تقمعهم.

 أن يتربى الطفل على الذل من والديه، ويعامل معاملة العبيد أو البهائم، هذا سيجعله راضيا بالذل دوما في المجالات الأخرى خارج نطاق عائلته، يرضى بهضم حقوقه ويتنازل عن مطالبه لأن هذه الطريقة بالتربية تنزع منه ثقته بنفسه.

 إن من واجب الآباء والأمهات إرشاد أبنائهم إلى الصواب وكذلك حراستهم من الزلل، ومن واجبهم أيضا توعيتهم بحقوقهم وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة في تحصيلها، فلا تصح استخدام طرق تشوه شخصيتهم بحجة أن الضرب والصياح يحمي الأطفال من مواقعة الخطأ.

طرق التربية الفعالة

1/اكتشاف ما وراء تصرفات الأطفال ومحاولة تفهمهم

ذكرنا أن الطفل العنيد يتعمد ارتكاب الأمور الممنوعة، وهذا التصرف إما أن يكون ردة فعل أو محاولة للفت الانتباه.

ردة الفعل أو الانتقام

يعتقد كثير من الناس خطأ أن الطفل لا يحقد ولا يمكن له أن يفكر بالانتقام، لذا لا بأس بالقساوة معه أو تجاهل رغباته لأنه سرعان ما سينسى، ولكن هذا ليس مطلقا.

صحيح، فالأصل في الأطفال البراءة، ومعنى البراءة التصرف بعفوية بحسب المشاعر دون سابق تفكير أو تخطيط لنيل منفعة معينة من ذاك التصرف، لكن البراءة قد تضعف وتتلاشى كنتيجة للمعاملة السيئة.

والبراءة تعني الطهارة من الحقد والكراهية والرغبة بالانتقام، فالطفل في الأصل يميل إلى التسامح السريع.

ومن وحي الواقع نرى الأطفال يتشاجرون مع بعضهم بشدة إلا أنهم سرعان ما تصفو قلوبهم، على عكس النزع الذي قد يقع بين البالغين فقد يأخذ سنوات ليُرأب صدعه ويُرتق فتقه.

لذا على الأم أن تفطن لما وراء تصرفات طفلها ومن ثم تسعى لإزالة غلالة الكراهية التي قد تلف قلبه الغض، فإن انتزاعها سهل يتم بتطيب خاطره بهدية متواضعة، أو بكلمة مديح طيبة.

لفت الانتباه

قد تلاحظ بعض الأمهات على أطفالهن الرغبة في لفت الانتباه، ولكن الكثير منهن تستخف بهذه الرغبة وتحتقرها.

 تظهر هذه الرغبة من خلال طرح الطفل الأسئلة عن نفسه، (كيف أبدو) ( كيف كان أدائي) ( ماذا عني أنا)، إن الزيادة في طرح هذه الأسئلة يشير إلى وجود رغبة مكبوتة تتجلى بلفت الانتباه، كأن الطفل يذكرهم بشيء خفي من خلال تذكيرهم بنفسه.

 هنا يجب على الأم البحث عن تلك الرغبة المطوية في نفسه ومن ثم تحقيقها، حتى لو كانت صعبة بعض الشيء، لكن إن كانت تعجيزية فإما أن يُعوض الطفل بشيء آخر ممكن مع توضيح عجزهم عن تحقيق تلك الرغبة لكونها فوق طاقته أو مستحيلة، وكذلك وعده بالسعي على تحقيقها في المستقبل، هذا على الأقل سيشعره باهتمام أهله به.

 ويجب الحذر من محاولة صرف الطفل عن رغباته من خلال تسفيهه أو تسخيف تلك الرغبات.

2/دفع الطفل للحديث عن نفسه

بعد أن تكتشف الأم الأسباب الكامنة وراء سلوكه وتصرفاته، يجدر بها أن تدفع طفلها للمساهمة في حل مشكلاته ومعالجتها.

 من خلال دفعه بالحديث عن نفسه، بطريقة غير مباشرة، أي بطريقة الإفضاء بين الأصدقاء، كأن تتحدث الأم مع طفلها عن ذكرياتها، بحيث تتخير من ذكرياتها موقفا يحمل في طياته ذات المشاعر التي يمر بها الطفل، إزالة هالة القداسة التي تحيط بشخصية الأم سيحفزه للإفضاء والتحدث براحة وطلاقة عن مشاعره السلبية، لأنه سيشعر أن أمه قادرة على تفهمه طالما أنها مرت بذات المشاعر.

3/تعزيز تحمل المسؤولية لدى الطفل

بعض الأمهات يخطئن في تنفيذ هذا الإجراء، فهي قد تسدي إلى طفلها مهاما فوق طاقته بغرض تعزيز قدرته على تحمل المسؤولية، كأن تكلفه العناية بأخيه الرضيع أو تكلفه بمهام منزلية غير مهيأ لتنفيذها.

 عموما يجب أن يقتصر هذا الإجراء على تنظيم أشيائه الخاصة به، من تحمل مسؤولية ترتيب غرفته وتنظيم ألعابه، والاهتمام بواجباته والتزاماته مع الأخرين.

إن تعزيز مفهوم تحمل المسؤولية عند الطفل تهيئه ليكون عنصرا فعالا في المجتمع وكذلك تمحنه شعورا عاليا بالثقة بنفسه فيكون شخصية جدية وناجحة

4/استمالة الطفل بالتقليد

يميل الطفل إلى التقليد، وتلك هي الطريقة المثلى لقيادة الطفل، بينما قد يفشل الطفل إلى تحويل الأوامر الموجهة له بشكل نظري إلى صورة أفعال، لكنه سيستجيب لك حين يقلدك.


google-playkhamsatmostaqltradent