خطورة العلاقة السامة على الصحة النفسية للشخص
كل شخص يرتبط ويدخل في علاقة عاطفية، إلا ويكون هدفه الأساسي من هذه العلاقة هو الشعور بالحب والأمان والطمأنينة، وذلك في إطار علاقة حب هادئة وجميلة، علاقة طبيعية مع الشريك يسودها الحب والود، لكن للأسف يحدث في الكثير من الأحيان، أن يكون أحد الأطراف ذو مزاج حاد أو سلوكياته تسبب الأذى النفسي للطرف الآخر، وباسم الحب والرغبة الكبيرة في أن تستمر هذه العلاقة، يتغاضى الطرف الثاني عن الأشياء التي لا تعجبه في الطرف الأول، وهذا التغاضي قد يدفع بالطرف الأول في الاستمرار في ممارساته المؤذية للآخر، هنا نتحدث عن العلاقة السامة ، والتي في حال طالت مدتها فهي قد تكون مدمرة ، لجميع الأطراف.
حيث أن استمرار الطرف " الضحية " في هذه العلاقة السامة، سوف يتسبب له مع الوقت في ظهور أعراض نفسية قد تكون جسيمة جدا، من الممكن أن تظهر أعراضها على شكل أمراض جسدية، بسبب الاضطرابات الهرمونية التي يعانيها الضحية.
ما معنى العلاقة السامة ؟
نقصد بالعلاقة السامة، التي تتخلل العلاقة العاطفية، حين تكون العلاقة تجمع بين شخصين، أحدهما يسمم الاخر عن قصد وفي حالات أخرى، يكون كلا الطرفين معا يسممان بعضهما البعض ويستمتعان بالأمر، بحيث تصبح العلاقة العاطفية ببينهما هي أساس صراع نفسي بل وحرب نفسية، يسعى فيها كل طرف إلى الانتصار عن الاخر وذلك بتسميمه أكثر بواسطة أفعال تثير غضب الآخر وحفيظته وتدخله في وضع نفسي سيء، وتصبح العلاقة العاطفية أو العلاقة الزوجية هي مبارزة أساسها من سوف يربح الآخر ومن سوف يسبب الأذى النفسي أكثر للآخر .
باختصار العلاقة السامة، هي صراع نفسي بين طرفي العلاقة، بحيث أن الطرف الأول يؤذي الطرف الثاني، والعواقب تكون وخيمة جدا، تصل حد الاكتئاب أو الانتحار، بل وفي حالات كثيرة عبر العالم، انتهت بقتل أحد الطرفين للآخر
أعراض العلاقة السامة
الإجهاد النفسي
حيث أن إهمال الطرف الآخر وتصرفاته الخبيثة، مع الوقت يجعل من الطرف الثاني وهو الضحية شخص مريض نفسيا، مع الوقت يفقد الطاقة اللازمة حتى يقاوم ويرغب في الاستمرار في الحياة، ومن علاماتها فقدان الشهية، أو العكس شره في الأكل، وأيضا اضطرابات في النوم بحيث أن الضحية إما ينام كثيرا أو العكس يصاب بأرق شديد، وبالتالي يتحول الضحية إلى شخص هزيل بوجه شاحب وهالات سوداء، جذير بالذكر أن الاجهاد النفسي يسبب في حالات كثيرة خمول بدني.
مشاكل صحية
من عواقب العلاقة السامة، ظهور عدد من المشاكل الصحية على الضحية، التي لا يجد لها الضحية تفسيرا، بحيث أنه غالبا لا يخطر بباله أن هذه المشاكل الصحية هي بسبب المشاكل النفسية التي يعيشها بسبب الشريك، ومن أهم هذه الأمراض:
التهابات في الجسم مصحوبة بآلام شديدة
- اضطرابات في الجهاز التنفسي
- مشاكل في الجهاز الهضمي
- أمراض السكري
- انتفاخات جلدية
- ضغط الدم وأمراض القلب
بحسب عدد من الدراسات العلمية والطبية، فإن الأشخاص الذين يعيشون مشاكل عديدة في العلاقة الزوجية أو العاطفية مع شريك سام، فإنهم مهددين بقوة بالإصابة بأمراض القلب والشرايين وضغط الدم، واحتمال كبير تعرضهم لأزمات قلبية حادة
من كل ما سبق، يتضح أن العلاقة السامة مؤذية جدا، والأكثر أذية هو استمرار الضحية فيها، وهنا يبقى الحل المثالي والوحيد، هو الانسحاب من هذه العلاقة، وبحسب عدد من الدراسات فإن ضحايا العلاقة السامة يعودون لحياتهم الطبيعية ويستعيدون أنفسهم وصحتهم بعد حوالي ستة أشهر من الانسحاب، طبعا في حال قرر الشخص أن يعود مجددا للحياة الطبيعية والتزم بقواعد الحياة الطبيعية السليمة.