نادي ليفربول .. الريدز بين العراقة والإحتلال المصري للأنفيلد

 

تابع موقعنا ليصلك كل جديد

نادي ليفربول .. الريدز بين العراقة والإحتلال المصري للأنفيلد

نادي ليفربول .. الريدز بين العراقة والإحتلال المصري للأنفيلد


ميلاد الريدز

ليفربول النادي الذي استطاع منذ انطلاقه رحلته في عالم كرة القدم أن يلهم الجمهور الإنجليزي بما يقدمه من أسلوب وتكتيكات وانضباط، حتى نجح في الدخول والبقاء في قلوب عشاقه، والاتكاء على قاعدة جماهيرية كبيرة، والذي مازال يقدم الكرة الأرقى على الملاعب الإنجليزية والعالمية، ولكنه لم يكتفي بتلك الشعبية الإنجليزية فاستطاع أن يكون له مكانة خاصة داخل كل قلب مصري وكل قلب عربي بعدما أصبح أهم لاعبيه هو مو صلاح، اللاعب الملهم للإنجليز والعالم، وسنخوض في تلك الجزئية ولكن دعونا نعود للوراء لبداية الرحلة التي لا يجب أن تسير فيها وحيدًا كما يقول النشيد الرسمي للفريق.

البداية كانت في عام 1892 عندما شهدت الكرة الإنجليزية خلافات بين كل من إدارة نادي إيفرتون ورجل الأعمال ورئيس النادي ومالك أرض ملعب الأنفيلد جون هولدينج، والتي أدت لإقالته من النادي ونقل إيفرتون مقر ملعبهم إلى جوديسون بارك، ليقرر هولدنج في العام نفسه أن يؤسس نادي ليفربول الإنجليزي على ملعب الأنفيلد الشهير، ولكن عند تقديم أوراق قيد النادي بالإتحاد الإنجليزي تم رفض الطلب بسبب الاسم وملكيته الفكرية للدولة البريطانية آنذاك لكونه يشير إلى مدينة إنجليزية متواجدة على أرض الواقع، ورغم أن السبب لم يكن مقنعًا لهولدينج إلا أنه قرر تغيير اسم النادي ليكون "نادي إيفرتون لكرة القدم والملاعب الرياضية"، ومع اعتراض إدارة نادي إيفرتون لتسمية النادي الجديد بهذا الاسم خضع الاتحاد الإنجليزي ليكون الاسم مثلما رغب رئيسه ومالكه ليكون نادي ليفربول لكرة القدم، واستطاع الريدز الفوز بدوري لانكشاير في أولى مواسمه الرسمية، ومنها استطاع أن ينضم لدوري الدرجة الثانية بموسم 1893/1894، ليستكمل ليفربول طريقه في إبهار الجمهور الإنجليزي فلم يستمر طويلًا في الدرجة الثانية فسرعان ما صعد إلى دوري الدرجة الأولى، وظل يقدم مستوى ملهم واسلوب متناسق وفنيات عالية من قبل لاعبيه ليفوز ليفربول بأول دوري إنجليزي في الدرجة الأولى بتاريخه عام 1901، كما استطاع تكرار اللقب مرة آخرى عام 1906، الأمر الذي أدى لحشد شعبية جماهيرية في مدينة ليفربول وإنجلترا بشكل ملحوظ. 

واستمر ليفربول يقدم أداءًا فوق المتوسط، دون التأثر بالعوامل الخارجية للنادي، واستطاع أن يكرر فوزه بلقب الدوري لموسمين على التوالي وهما موسم 1922 وموسم 1923، ولكن سرعان ما بدأ نجم ليفربول في الخفوت، ودخل في فترة صيام عن البطولات لما يزيد عن عشرين عامًا، حتى موسم 1946/1947 عندما فاز ببطولة الدوري للمرة الخامسة في تاريخه، ولكن عاد يقدم أداءًا سيئًا حتى مجئ عام 1950 عندما فشل في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي ومعه فشل في البقاء بدوري الدرجة الأولى ليهبط، واستمر مسلسل الأداء السئ وانخفاض المستوى حتى تم التعاقد مع بيل شانكلي للإدارة الفنية للفريق، والذي بمجرد وصوله طلب من إدارة النادي تسريح 24 لاعبًا بعضهم لإنتهاء عطائهم لكرة القدم، والبعض الآخر لإنتهاء صلاحيتهم العمرية الأمر الذي أثر بالسلب على الفريق، كما طور شانكلي حيث أصبح يجتمع باللاعبين ليناقش الخطط والفنيات والتكتيكات المختلفة، وسرعان ما عاد ليقدم طلبًا جديدًا للإدارة بتحويله غرفة الأحذية بالنادي إلى غرفة اجتماعات للمدير الفني والجهاز المعاون لمناقشة الاستراتيجيات واتخاذ القرارت للفريق.

الأهداف وهوية الفريق

وبدأ يضع شانكلي أهدافًا، وشكل عام وهوية يريد من اللاعبين أن يجلبوها لشخصية النادي، وبالفعل تحت قيادة شانكلي استطاع الريدز الصعود مرة أخرى للدرجة الأولى عام 1962، وسرعان ما نجح في الفوز باللقب السادس في تاريخ النادي بالدوري عام 1964، بعد غياب البطولة ل،17 سنة، كما نجح الفريق في حصل كأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، وكرر الفوز بالدوري الإنجليزي عام 1966 ليكون الدوري السابع للفريق في فترة وجيزة منذ الصعود، ولكن لم يتمكن لاعبوا الفريق من الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي للأندية، وظل نادي ليفربول يقدم أداءًا متوسطًا ويحتفظ بالمراكز المتوسطة في جدول الدوري الإنجليزي.

حتى نجح لاعبي ليفربول تحت قيادة شانكلي في تحقيق الثنائية الأولى في تاريخهم بموسم 72/73 عندما استطاعوا الفوز بالدوري الثامن في تاريخهم وتحقيق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي، وتنتهي ما تعد فترة ذهبية أولى شهدها لاعبي الريدز، وكان شاهدًا عليها ملعب الأنفيلد مع اعتزال شانكلي التدريب وتعين بوب بيزلي مساعده للإدارة الفنية للفريق عام 1976، ونجح بيزلي في تحقيق الثنائية الثانية للريدز، بالفوز بلقب الدوري التاسع وكأس الاتحاد الأوروبي، ولم يتوقف الريدز عند ذلك، بل استطاع ليفربول في الموسم الذي تلاه أن يحافظ على الدوري للمرة الثانية على التوالي والعاشرة في تاريخ النادي، كما نجح في الفوز بكأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي.

وكرر الفوز بلقب كأس أوروبا عام 1978 وعاد ليستعيد لقب بطل الدوري الـ11 عام 1979، لتكون فترة السبعينيات واحدة من أروع وأنجح فترات نادي ليفربول، واستطاع النادي خلال قيادة بيزلي للفريق على مدار 9 مواسم أن يحصد 21 بطولة ما بين محلية وأوروبية، حيث نجح في حصد 6 بطولات للدوري الإنجليزي، 3 كؤوس أوروبية، بطولة كأس اتحاد أوروبي، ثلاثة كؤوس الرابطة الإنجليزية  لثلاثة سنوات على التوالي وخسر بطولة واحدة فقط هي كأس الاتحاد الإنجليزي.

ومع مطلع الثمانينات شهدت على وداع بيزلي للريدز، وتم تعيين مساعده جو فاجان للقيادة الفنية للفريق عام 1983، وكان لـ فاجان ولمجموعة اللاعبين المشاركين له في تلك الفترة وجهازه المعاون الفضل في الفوز بأولى الثلاثيات التي يحققها نادي ليفربول خلال تاريخه، ففي موسمه الأول استطاع ليفربول الفوز بالدوري وكأس رابطة الأندية المحترفة، وكأس أوروبا، حتى وقعت ما سمي إعلاميًا بكارثة ملعب هيسل، فبعد وصول ليفربول لنهائي كأس أوروبا عام 1985 لمواجهة يوفنتوس الإيطالي وخلال المباراة وقعت أعمال شغب بين الجمهورين، وتم إزالة وكسر السياج الفاصل لجماهير الناديين ومع الضغط والتدافع وزيادة الوزن والقدرة الاستيعابية للمدرج المعلق أدى ذلك إلى انهيار المدرج على وبالجماهير المتواجدة، ولقى 39 شخص حتفهم جراء هذا الحادث من جماهير ليفربول، بينما توفى 32 من مشجعي اليوفنتوس، وأصيب نحو 600 شخص، ووجه الاتحاد الأوروبي حينها اللوم على ليفربول وجمهوره .

كوارث الملاعب الإنجليزية

ورغم حدوث الكارثة لم تتوقف المباراة بل تم استكمالها وخسرت ليفربول بهدف نظيف، وأدت هذه الكارثة إلى حظر جميع الأندية الإنجليزية للعب في المسابقات الأوروبية نظرًا لما يتمتع به الجماهير الإنجليزية من تعصب وإثارة أعمال الشغب، ولم يتم رفع هذا الحظر إلا عام 1990، ولكن لم يعد ليفربول بعد الإيقاف مباشرًة حيث تم استكمال إيقاف الريدز وحرمانه من المشاركة في كأس أوروبا رغم فوزه بلقب الدوري، رغم محاكمة 27 من جماهير ليفربول بتهمة القتل غير المتعمد في تلك الحادث، وتم الحكم بالحبس لـ3 سنوات في حين تم تعليق الحكم للمتبقيين.

والجدير بالذكر أن تلك لم تكن الكارثة الأولى في تاريخ ليفربول، ففي 1989 وقعت حادثة هيلزبرة خلال مباراة النادي مع توتنهام الإنجليزي، مع سوء التنظيم والازدحام والتدافع وغلق قوات الأمن الأبواب على المشجعين داخل المدرجات، ومع حالة الهيستريا الجماعية التي أصابت العديد من جمهور الفريقين وقعت الكارثة الأعنف في تاريخ الرياضة الإنجليزية حيث راح ضحيتها 94 مشجع وإصابة ما يزيد عن 760 مشجع، والقى كل الناديين اللوم على الاتحاد الإنجليزي لكونه الجهة المنظمة للمسابقة، رغم أن في اليوم التالي وجهت صحيفة "The sun" الإنجليزية الاتهامات لجمهور ليفربول بسرقة ضحايا الحادث ومهاجمة الشرطة ولكن التحقيقات أثبت أن هذا لم يحدث من الأساس وأن الأمر فقط كان سوء تنظيم وإدارة للمباراة ولم يحدث أي أعمال عنف، وهو الأمر الذي جعل الآلاف من مشجعي النادي للجريدة، ومازال حتى الآن ورغم مرور ما يزيد عن 20 عامًا على تلك الواقعة ولكن هناك الكثيرين من المشجعين الماقتين لهذه الصحيفة الإنجليزية.

أعلن فاجان اعتزاله عام 1985 قبيل الكارثة التي وقعت، وتم الاستعادة بـ كيني دالجليش ليكون لاعبًا قائدًا بالملعب، ومديرًا فنيًا، والذي نجح في تحقيق الثلاثية، من خلال الفوز بالدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية، ولكن ما جعل نجاحات ليفربول لم تأخذ صداها المطلوب كان الهجوم الإعلامي الذي يتعرض له ليلًا نهارًا نادي ليفربول ومسؤوليه، بسبب كارثة هيلزبرة، وخلال موسم 88/89 خسر ليفربول لقب الدوري بفارق الأهداف للأرسنال والذي فاز بالبطولة بفارق هدف وحيد تم إحرازه في الدقيقة الأخيرة من الموسم.

مع بداية التسعينيات من القرن الماضي، تعرض ليفربول لحملة إعلامية ممنهجة، وغضب جماهيري عارم سواءًا كان من جماهير الكرة الإنجليزية عامة، أو جماهير ليفربول خاصة بعد ما حدث خلال كارثة هيلزبرة و هيسل، الأمر الذي آدى إلى تراجع مستوى الفريق بشكل كبير، كما أدى إلى استقالة دالجليش من الإدارة الفنية للفريق عام 91، ومع رحيله بدأ عهد من التخبط وتراجع المستوى وتغيير المدربيين.

تم بعد ذلك تعيين نجم الفريق السابق جرايم سونيس لتولي القيادة الفنية للفريق، والذي استطاع الفوز بنهائي كأس الاتحاد الانجليزي عام 1992، ولكن على مستوى الدوري فشهد مستوى الفريق تراجع كبير، واكتفى سونيس بالمركز السادس، مرتين متتاليتين وكان السبب الرئيسي لإقالته عام 94، ليحب روي إيفانز على مقعد المدير الفني لنادي ليفربول، والذي نجح في الفوز بنهائي كأس الرابطة عام 1995، ولكن على مستوى الدوري لم يستطع الفريق تخطي المركز الثالث حتى 1998، ليتقدم إيفانز باستقالته عام 2001 ويتم تعيين مدربه المساعد جيرارد هولييه كمديرًا فنيًا للفريق، واستطاع الفريق مع هولييه في أولى مواسمه أن يفوز بثلاثية من الألقاب:كأس الاتحاد الانجليزي مرتين، وكأس الرابطة، حتى موسم 2001/2002 عندما خضع المدير الفني لنادي ليفربول إلى عملية جراحية في القلب، الأمر الذي تسبب في فشل الفريق بالفوز بقلب الدوري لموسمين على التوالي.

استمرار الهبوط

وظل هذا السيناريو من التخبط وسوء الإدارة الفنية للفريق والتخاذل من قبل اللاعبين حتى تحديدًا عام 2015، بعد إقالة بيرندان رودجرز بعد موسمين من استمرار سوء النتائج وسوء الحالة الفنية للفريق منذ الألفية الجديدة، ليتم التعاقد مع الألماني يورجن كلوب في أكتوبر 2015 للقيادة الفنية للفريق، ورغم أن البدايات كانت ضعيفة وخسر نهائي الدوري الأوروبي وكأس الرابطة الإنجليزية إلا أن إدارة النادي برئاسة توم ويرنر ومجموعة فينواي الرياضية الأمريكية المالكة للنادي تعاملت مع كلوب كمشروع وليس كمدرب، بعدما فشلت نظريتهم أن تغير المدرب معناها تغيير النتائج للأفضل وأن المشروع طويل الأمد لابد له أن يأتي بثماره.

الفرعون المصري ومثلث الرعب

حتى بدأ الفريق شيئًا فشيئًا يستعيد عافيته الفنية، وفي موسم 2016/2017 أي بعد موسمين من القيادة الفنية للفريق من قبل كلوب، تم التعاقد على سبيل الإعارة مع الفرعون المصري محمد صلاح، من نادي فيرونتينا الإيطالي بعدما كان قد استطاع اثبات وجوده داخل نادي روما، وسرعان ما أحرج صلاح مديره الفني السابق جوزيه مورينيو عندما كان يلعب على سبيل الإعارة داخل صفوف تشيلسي الإنجليزي، للمستوى الفني والأداء البدني العالي الذي قدمه صلاح.

ومع بداية موسم 2017/2018 تم تدعيم الفريق بصفقة ثانية من العيار الثقيل وهو النجم السنغالي ساديو ماني، كما تم شراء محمد صلاح بشكل نهائي بعد أن أصبح الفتى المدلل لجماهير الريدز، وتم ضم النجم البرازيلي روبيرتو فيرمينو، وتدعيم خط ظهر الفريق بالمدافع العملاق فيرجيل فان دايك، واعتمد يورجن كلوب على الثلاثي المرعب في الهجوم، واستطاع تجديد الثقة في بقية اللاعبين.

وعلى مستوى ليفربول وبعد الدعم الذي استطاعت إدارة النادي أن يقدموه لكلوب أستطاع أن يحقق أول ألقابه مع الفريق بالفوز في مسيرة دراماتيكية بدوري أبطال أوروبا في موسم 2018/2019، بعد تغلب الفريق على نظيرهم الإنجليزي توتنهام بهدفين نظيفين، كما استطاع في التتويج بأول لقب دوري له بموسم 2019/2020 بعد غياب 30 سنة للبطولة عن أحضان الريدز.

بينما على المستوى الفردي كان للفرعون المصري مشاريعه في احتلال قلوب جماهير الأنفيلد، فعلى الرغم من أن موسمه الأول استطاع إثبات نفسه كلاعب له كاريزما وأسلوب وذكاء داخل الملعب، إلا أن موسم 2017/2018 كان بالنسبة للفرعون مصري موسم تحطيم الأرقام القياسية، فاستطاع أن يفوز بلقب هداف الموسم الواحد برصيد 32 هدف في الدوري و12 هدف في البطولات المحلية والأوروبية، متفوقًا ومحطمًا للأرقام القياسية لكل من آلن شيرر، لويس سواريز، وكرستيانو رونالدو أصحاب الـ31 هدف، كما كان لصلاح دورًا أساسيًا وفعالًا في وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد غياب ليفربول عن الوصافة منذ 2008، وكان لغيابه عن اللقاء بسبب إصابته بعد التدخل العنيف من قبل المدافع الإسباني سيرجيو راموس عاملًا رئيسيًا لخسارة ليفربول، ليعود صلاح في موسم 2018/2019 ويفوز بلقبي هداف دوري أبطال أوروبا وهداف الدوري للمرة الثانية على التوالي، وتم اختياره لجائزة أفضل لاعب في العام من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأفضل لاعبي الاتحاد الأوروبي، كما استطاع تحطيم رقم روجر هانت كأثر اللاعبين المشاركين مع ليفربول في التشكيل الأساسي بتخطيه المباراة المئوية.

ونجح صلاح ليس فقط في استمراريته في القائمة الأساسية مع الفريق، ولا في إحراز كم أكبر من الاهداف، ولكنه أستطاع الفوز بما هو أهم من ذلك بكثير وهو حب جماهير الريدز له، وتغنيهم بأسمه في المدرجات، وحتى عندما أصيب بخلع في الكتف بنهائي دوري أبطال أوروبا وقفت الجماهير حينها لتغني له النشيد الرسمي للنادي "أرفع رأسك..لن تسير وحدك"، ومازال صلاح مستمر في تحطيم الأرقام القياسية حتى وقت كتابة هذه السطور.

الشعار والزي الرسمي 

في بداية إنشاء النادي عام 1892 اعتمد الشعار عبارة عن رمز لحورية مائية وعلى الجهة الأخرى رمز لبوسايدن الإله الإغريقي المسؤول عن البحار والمحيطات على الأرض واتسموا الرمزين باللون الأحمر، ولكن في الأربعينيات تم تغير شكل الشعار ليصبح دائري وباللون الأحمر، وفي المنتصف رمز طائر الليفر، ومنذ تلك اللحظة وكان الطائر هو السمة الأساسية للفريق لذلك شهد الشعار الرسمي للفريق بعد التغييرات الطفيفة.

حتى عام 1999 عندما تم تغير الشعار ليكون عبارة عن درع أحمر كتب أعلاه اسم النادي بالأبيض وفي منتصفه طائر الليفر بالأحمر وعلى جانبي الدرع وضعت شعلتي من النار تخليدًا لذكرى من فقدوا في الكارثتين التي مر بهما النادي في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينيات.

ثم تم التغير مرة آخرى عام 2012 ليكتفي مصمموا الشعار للنادي بأن يكون عبارة عن رمز طائر الليفر باللون الأحمر، وكتب أسفله الحروف الأولى للفريق، والذي استمر حتى الأن ولم يشهد أي تغير سوى في موسم 2017/2018 خلال احتفال النادي بمرور 125 عامًا على تأسيسه.

أما عن الزي الرسمي للفريق فيعد المرة الوحيدة التي شهد فيها الزي اختلافًا كبيرًا كانت في بداية تأسيس النادي، الذي اعتاد أن يرتدي قميص نصفه أبيض والأخر أزرق سماوي، وشورت أزرق، وجوارب زرقاء، واستمر التعامل بهذا الزي حتى عام 1896، ليبدأ ليفربول ارتداء القميص الأحمر للمرة الأولى في تاريخه، وسروال أبيض وجوارب حمراء، وفي 1907 تم وضع اختلاف طفيف بتغير الجوارب للون الأسود، واستمر الوضع على هذا الحال قبل أن يعود ليتم تغير الجوارب مرة أخرى للون الأحمر في 1910 وهو الامر الذي استمر حتى 1959 إلى أن تم دخول تغير طفيف مرة أخرى بعودة الجوارب مرة أخرى للون الأحمر. 

وفي عام 1964 اتخذا إدارة النادي القرار بتوحيد الزي ليكون كاملًا باللون الأحمر، على أن يكون الطاقم الاحتياطي للفريق في بعض الحالات اتخذوا الأبيض كاملًا وفي حالات أخرى اعتمدوا على قميص أبيض وسروال أسود وجوارب بيضاء، ولكن لم يتم المس نهائيًا بالزي الأساسي للفريق كما لم يتم أي تدخل لتعديله أو تغيره منذ 1959. 

في ختام هذه المقالة نستطيع أن نجزم أن مشروع يورجن كلوب مع ليفربول حتى الآن مشروعًا ناجحًا، وخاصة العلاقة الطيبة والود المتبادل والاحتواء الذي يفرضه على جميع لاعبي الفريق قبل أية فنيات، ومازال ليفربول يبحث عن فترة ذهبية تتوالى فيها البطولات المحلية والأوروبية، وخاصة أنه يملك كوكبة متميزة من اللاعبين وعلى رأسهم محمد صلاح، فيرمينيو، ساديو ماني ثلاثي الرعب، واثناء كتابة هذه السطور فإن حلم الفوز بالدوري الإنجليزي ليس بالبعيد على الريدز حيث أنهم الآن بالمركز الثاني بالتأخر بنقطة واحدة عن مانشستر سيتي، ومازال عشاق الريدز خاصة، و100 مليون مصري عامة في انتظار الكثير والكثير من النادي الإنجليزي.


google-playkhamsatmostaqltradent