نادي روما .. الذئاب الإيطالية ورحلتهم لإستعادة مجد الرومان

 

تابع موقعنا ليصلك كل جديد

نادي روما .. الذئاب الإيطالية ورحلتهم لإستعادة مجد الرومان

نادي روما .. الذئاب الإيطالية ورحلتهم لإستعادة مجد الرومان


ولادة الذئاب الإيطالية

مع بدايات القرن العشرين وبداية انتشار لعبة كرة القدم التي بدأت من لندن حتى وصلت لإيطاليا، كانت العاصمة الإيطالية بها العديد من الأندية الناشئة، وهم كل من رومانا، آلبا، يوفنتوس، أوداشي، برو روما، لاتسيو، فورتيتودو، و رومان، وكان هذا يشكل أزمة حقيقية لعدم وجود نادي واحد يكون هو المعبر عن هوية العاصمة الإيطالية روما، وفي 1927 اتخذ الأمين العام لاتحاد الحزب الوطني الفاشي الروماوي وأحد أعضاء اللجنة الأولمبية الإيطالية ورئيس نادي فورتيتودو إتالو فوسكي قرارًا بدمج اربعة أندية روماوية وهم كل من آلبا، أوداشي، فورتيتودو، ورومان، ورغم أنه اختلف المؤروخون عن التاريخ الفعلي الذي تم فيه الإعلان الرسمي عن مولد نادي روما الإيطالي، إلا أن النادي يعلنها بأن الإعلان الرسمي كان قد تم في 22 يوليو 1927.

وكانت الفكرة من وراء هذا الدمج وإنشاء نادي رسمي للعاصمة الإيطالية هي مواجهة العاصفة القادمة من دول أوروبا وخاصة إنلجترا وفرنسا من خلال الأندية التي كانت ينتجونها، ويعرفوا العالم عليها يومًا بعد يوم، وايضًا أن يكون للعاصمة فريق قوي يواجه أيضًا سيطرة فرق شمال إيطاليا "إيه سي ميلان، إنتر ميلان"، على الكرة الكرة الإيطالية، ورغم رغبة فوسكي في ضم لاتسيو في هذا الاندماج إلا أنه واجه معارضة شديدة من أحد الجنرالات المليشيا الفاشية في تلك الفترة وهو الجنرال جورجو فاكارو رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم وأحد أعضاء لاتسيو الإيطالي.

وعين إتالو فوسكي كأول رئيسًا للنادي الروماوي ورغم أن فترة رئاسته لم تستمر سوى عام واحد وترك الرئاسة لريناتو ساشردوتي أحد أعمدة الصناعة الغذائية في إيطاليا، إلا أنه سرعان ما استطاع روما بكل هذا الدعم الذي يتلقاه من الحكومة الفاشية في تلك الفترة واللاعبون الذي تم اختيارهم ليكونوا على أعلى مستوى من الاحترافية والتميز، في حصد أول ألقابه، بالفوز بلقب الكأس الإيطالي موسم 1927/1928، بعد سنة واحدة من تأسيسه.

الحقبة البروزنية لذئب روما 

لتجئ الفترة البرونزية الاولى في حياة وليد روما الجديد، وخاصًة بعد نقله إلى ملعب كامب تستاتشو عام 1930، ومنذ نشأته اتخذ النادي اللونين الأحمر والأصفر للتعبير عن نفسه، وشهدت تلك الفترة ولادة أول هداف تاريخي لنادي روما وهو رودولفو فولك الذي استطاع خلال وقت قصير أن يكون صاحب 103 هدف لصالح الذئب الإيطالي، ورغم ذلك تم بيعه عام 1933 وسط غضب جماهيري عارم، ولكن كانت الإدارة تريد بالمبالغ المالية التي كسبتها في صفقة فولك أن تضم ثلاثة من نجوم الأرجنتين وهم كل من الساندرو سكوبيلي، أندريا ستانيارو، وإنريكو جواتيا، ورغم أنهم حصلوا على الدعم الجماهيري والإداري الكامل، الذي استطاع أن يوفر لهم الحصول على الجنسية الإيطالية من أجل ضمهم للمنتخب الإيطالي في البطولات الدولية، إلا أنهم هربوا عام 1935 بعد أن تم استدعائهم لقضاء الخدمة العسكرية في الجيش الإيطالي وخاصًة أن هذا الاستدعاء كان قد جاء مع بدايات حرب إيطاليا وإثيوبيا.

ومع السياسة الإقتصادية التي انتهجها رئيس النادي ساشردوتي من خلال بيع وشراء اللاعبين، وجه الصفعة الثانية للجماهير من خلال بيع كابتن الفريق فيراريس الرابع، رغم معارضة اللاعب نفسه في الرحيل عن النادي الروماوي، ورغم معارضة الجماهير، وهو الأمر الذي جعل الجماهير تتهم الإدارة بالخيانة للنادي، الأمر الذي أدى إلى رحيل ساشردوتي عن النادي وتعيين إدجاردو باتسيني خلفًا له، واستمر فريق الذئاب في حصد مراكز متوسطة بالدوري الإيطالي، ولم يقدم جديدًا يذكر في البطولات المحلية، حتى عام 1941/1942 عندما فاجأ الفريق الجميع بتحقيق أولى ألقابه بالفوز بطلًا للدوري الإيطالي، وهو الأمر الذي جعل رئيس النادي يبقي على لاعبي الفريق أولًا لكونهم السبب الرئيسي للفوز بأول بطولة للدوري الإيطالي وثانيًا خوفًا من الاصتطدام مع الجماهير، وهو الأمر الذي أدى لإنهيار كامل للفريق وخاصًة أن متوسط أعمارهم كان كبيرًا إلى حد ما، ولكن ما ساهم في امتصاص الغضب الجماهيري من تصرفات الإدارة الغير مسؤولة هو التوقف العام للنشاط الذي حدث لمدة 3 سنوات بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية. 

ورغم العودة في موسم 1945/1946 ظهر فريق روما بمستوى أقل من المتوسط أمام كل من إيه سي ميلان وإنتر ميلان، وفريق تورينو الذي أطلق عليه الجماهير الإيطالية "تورينو العظيم" نظرًا لاستمراره في الفوز لفترات طويلة دون هزائم، حتى جاءت الخمسينيات والتي بدأت بتغيير المدير الفني للفريق أكثر من مرة، ومع عدم الاستقرار خسر روما 11 مباراة متتالية، والمستوى الفني كان في انحدار دائم الأمر الذي أدى إلى هبوط روما للدرجة الثانية، وهي المرة الأولى والوحيدة في تاريخه التي حدث فيها هذا.

الأزمات المالية وهبوط المستوى

مع قدوم الستينيات ورغم أن في مطلعها استطاع روما بالفوز بكأس المعارض، وكأس إيطاليا للمرة الأولى في تاريخه بموسم 1963/1964 إلى أنه واجه أزمة مالية عنيفة، كادت أن تجعل الإدارة بإعلان إفلاسها ودفع اللاعبين بالتهديد بالإضراب بعدم اللعب للفريق نظرًا لتأخر مستحقاتهم المالية، وعليه قام العديد من عشاق الذئاب الروماوية بجمع الأموال لمساندة الفريق للسفر لاستكمال البطولة، ولم يكن هنالك مفر أمام رئيس النادي إفانجيليستي سوى بإعلان روما شركة مساهمة عام 1967 وطرح أسهم النادي بالبورصة الإيطالية لمعالجة الأزمة المالية، كما عين هيلينيو هيريرا مديرًا فنيًا للفريق ورغم أن المستوى الفني للفريق لم يتحسن إلا أن هيريرا استطاع إحراز كأس إيطاليا للمرة الثانية للنادي عام 1969.

ورغم أن فترة السبعينيات لم تكن تختلف عما سبقها من مستوى فني متوسط ولكنها شهدت حالة من الحزن التي سيطرت على مشجعي الفريق وخاصًة بعد أن أعلن رئيس النادي آنذاك آلفارو ماريكني، بالإستغناء عن ثلاثة من نجوم الذئاب، وهم كل من كابيلو، سبينوزي، ولانديني لصالح يوفنتوس، ليبدأ بعدها غايتانو أنسالوني بتولي رئاسة الفريق ويبدأ بالاستعانة بخدمات لاعبين صغار في السن ولكن لديهم خبرات كبيرة مع أنديتهم، أمثال لويس ديل سول، أماريلدو، وبييرينو براتي، وعرف وقتها روما في الصحف الإيطالية بـ"روما الصغير"، نسبة لسن اللاعبين الصغير بالفريق، واستطاع الفريق في موسم 75 بحصد المركز الثالث بالدوري، ولكن لم يقدم روما المستوى الفني المطلوب، بل كاد أن يهبط مرة أخرى للدرجة الثانية في موسم 79، ولكن أنقذه التعادل مع أتالانتا في الجولة القبل الأخيرة من الدوري الإيطالي. 

ومع مطلع الثمانينات استطاع روما الحصود على المركز الثاني بالدوري الإيطالي في موسم 1980/1981، وبدأ يحصد نتيجة ما زرعه أنسالوني، تحت قيادة المدير الفني للفريق السويدي نيلس ليدهولم ورئيس النادي آنذاك دينو فيولا، استطاعوا الذئاب من تحقيق مركز الوصيف لهذا الموسم ولكنهم حصدوا كأس إيطاليا لموسمين متتاليين وهما 1980 و 1981، ليعودوا في موسم 83/84 ليحصدوا ويجنوا ثمارًا حقيقية، بدأت بحصدهم كأس إيطاليا ثم فوزهم ببطولة الدوري للمرة الثانية في تاريخهم، واستطاعوا الوصول لنهائي كأس الأبطال الأوروبية، ليواجهوا ليفربول الإنجليزي ولكن خسروا بضربات الترجيح بعد التعادل بهدف لكل منهما، وشهدت هذه المباراة العديد من الجدل بين الجماهير والمحللين والصحفيين الذين رأوا في هدف ليفربول الأول خطأ لولاه ماكانوا ليصلوا لضربات الجزاء والفوز باللقب عندما اصطدم حارس روما الإيطالي بروني ويلان لاعب ليفربول الأمر الذي أدى لسقوط الكرة من يد الحارس تاركًا المرمى خاليًا لإحراز الهدف، ولكن شعرت الجماهير بالرضا عن المستوى الفني الذي قدمه الفريق خلال الثمانينات من القرن الماضي.

وجاءت التسعينيات ليرحل عن عالمنا رئيس النادي دينو فيولا في يناير 91، ومع وفاته مر نادي روما الإيطالي بفترة من الفوضى الإدارية رغم حصوله على كأس إيطاليا للمرة السابعة في تاريخه تحت قيادة أوتافيو بيانكي المدير الفني للفريق، والذي استطاع أيضًا الوصول بالفريق لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي ليخسر أمام إنترميلان، ورغم القرارات المتخبطة لرئيس النادي جوزيبي شارابيكو إلا أنه كان محبوبًا من قبل جمهور الذئاب، وكانوا يعتبرونة أحد مشجعي النادي المخلصين وليس فقط رئيسًا للنادي، والذي اتى بالمدرب فويادين بوسكوف للإدارة الفنية للفريق بعد رحيل بيانكي، ومع مجئ بوسكوف استطاع شارابيكو ضم القيصر الذي لم يكن يعلم وقتها أنه سيصبح الملهم للجمهور والفريق على إخلاصه للنادي، وأنه سيصبح أحد الأعمدة الهامة للفريق، كان فرانشيسكو توتي حينها مازال في السادسة عشر من عمره. 

ولكن أدت الفوضى الإدارية لشارابيكو إلى إعلان إفلاسه وسجن عام 1993، ولكنه مرض مرضًا شديدًا في مارس من نفس العام، الأمر الذي أدى إلى نقله إلى العيادة الصحية للسجن، ولكنه استطاع أن يهرب ليذهب في زيارة للاعبي الفريق قبل الدور النهائي في كأس إيطاليا في محاولة منه لدعم الذئاب، الأمر الذي جعل العديد من الجمهور يهتفوا باسمه في المدرجات وخاصة بعد القبض عليه بعد خروجه من غرفة الملابس، وبعض الصحف الإيطالية كانت قد حللت أمر مرضه على أنه لم يكن مريضًا ولكن فعل ذلك ليتمكن من الهروب والذهاب للقاء اللاعبين.

وزادت أزمات روما بعدما تم ثبوت تعاطي مهاجم الفريق كلاوديو بول كانيدجا للكوكايين، وفي خلال أسابيع قليلة حل كل من رجل الأعمال فرانكو سينسي وبييترو ميدزاروما لرئاسة النادي، الذين وجدوا كمًا هائلًا من المشاكل التي تعيق تقدم الفريق على المستوى الكروي والإداري، إضافة إلى الأزمات المالية التي كان يمر بها الذئاب في تلك الفترة، الأمر الذي أدى لإعتذار ميدزاروما عن الاستمرار تاركًا رئاسة النادي لسينسي وحده، الذي حاول حل الأزمات وتغيير السياسة الإدارية للنادي، وعين كارلو مادزوني مديرًا فنيًا للذئاب، واستطاع التعاقد مع هداف الدوري الإيطالي أبل بالبو، وكان لمادزوني الفضل في إعطاء الفرصة كاملة لفرانشيسكو توتي رغم صغر سنه، وإعطاءه الثقة المطلوبة، ورغم كل ذلك لم يستطيع الفريق تحقيق أي مركز في المراكز الأولى بجدول الدوري، ولا أن يضم أي كأس جديد لخزانة بطولاته، الأمر الذي أدى لموجة غضب من قبل الجمهور على الإدارة المسؤولة للنادي وكان كبش الفداء في هذه المرحلة هو مادزوني، وسرعان ماتم تعيين كارلوس بيانكي عام 1996، ولكن لم قدم أي جديد ليرحل عن النادي في خلال شهور قليلة، وأتى سينسي بزدنك زيمان للإدارة الفنية للفريق، الذي كان يتخذ الشكل الهجومي في فنياته، وكانت نتائجه رغم الأهداف الغزيرة إلا أنها كانت لا تعود على الفريق بأي بطولة تذكر لأن ذلك كان يجعل ملعب نادي روما دائمًا مفتوحًا للفرق المواجهة له فتكبد خسائر أيضًا بأهداف كثيرة، وظلت هذه الحالة من الفوضى حتى مجئ كفابيو كابيلو عام 1999 وتولي الإدارة الفنية للفريق.

حقبة كابيلو وبداية الصحوة

استطاع روما تحت القيادة الفنية لكابيلو أن يحصد المركز السادس في ذلك الموسم، كما استطاع ضم كل من فينشينسو مونتيلا، وهيديتوشي ناكاتا لتعزيز الخط الهجومي وخط الوسط للذئاب، ومع بداية الألفية الجديدة وفوز غريم الذئاب التقليدي لاتسيو بلقب الدوري، أدى ذلك لاشتعال مشاعر الغيرة بين الناديين على المستوى الجماهيري والإداري الأمر الذي أدى سينسي لدفع 70 مليار ليرة للاستعانة بخدمات الأرجنتيني باتيستوتا، وشراء الارجنتيني فالتر صامويل، ولاعب خط الوسط البرازيلي إمرسون، وأصبح للفريق شكل متماسك وقوي وعنيد لكل من يواجهه.

وفي موسم 2001 استطاع روما أن ينهي الفترة الشتوية وهو متقدم ومتصدر الدوري بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه، ليجئ بعد ذلك في مطلع صيف 2001 وخلال الديربي بين روما ويوفنتوس أن ينهي الذئاب الشوط الأول بالخسارة لهدفين مقابل لاشئ، ولكن كانت المفاجأة عندما استطاعوا أن يعودوا وبقوة في الشوط الثاني، ليتعادلوا بهدفين لكل فريق، الأمر الذي أدى إلى تقدم روما فقط بنقطتين في الصدارة، لتجئ مواجهة روما وبارما الإيطالي على ملعبهم في الجولة الأخيرة، واستطاع روما الفوز بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف ليفوز الذئاب بالدوري الثالث في تاريخه.

ورغم صعود الفريق لدوري أبطال أوروبا في أول مرة في تاريخه، واستعانة الإدارة بشراء كل من الحارس إيفان بيليزولي و لياندور كوفريه، والتجديد لأنتونيو كسانو، وفي أولى مباريات الفريق بالبطولة ضد دينامو كييف اخذ العنف الجماهيري في التزايد الأمر الذي أدى لإصابة حكم اللقاء وعليه تم إلغاء المباراة واحتساب اللقاء لصالح كييف بنتيجة 3 أهداف نظيفة، وفرض الاتحاد الأوروبي على روما عقوبة بغلق المدرجات ضد الجماهير للجولات الثلاثة المتبقية في مرحلة المجموعات الأمر الذي أدى لافتقاد الذئاب للحماس الجماهيري وعليه خسارة البطولة والخروج منها.

الفرعون المصري وقيصر روما

يعد فرانشسكو توتي هو اللاعب الوحيد الذي استطاع الدخول في قلوب جماهير روما منذ دخوله النادي وحتى الأن، لعدة أسباب أولها أنه الهداف التاريخي للفريق برصيد 307 هدف، ثانيها أنه أراد البقاء داخل صفوف الذئاب رغم العروض التي كانت تنهال عليه من فرق كبيرة ولها شأنها، ولعل أبرزها العروض التي تم استقبالها من كل من مانشستر يونايتد، ريال مدريد، برشلونة، إيه سي ميلان، بعد أن حصد لقب الهداف التاريخي لروما كاسرًا كل الأرقام القياسية في موسم 2004/2005، ورغم ذلك رفض توتي كل هذه العروض للبقاء داخل صفوف نادي روما، الأمر والموقف الذي قدره له الجمهور أشد تقدير، حتى أعطوه لقب "قيصر روما"، فهو الفتى المدلل للجماهير داخل النادي، ولم يكن ذلك فقط لتهديفه ولكن لطريقة لعبه الفريدة من نوعها، وأيضًا لخصلة الوفاء التي يقدرها جيدًا الجمهور الإيطالي عامًة، فلدى الجماهير الإيطالية والمصرية والإسبانية الحساسية ذاتها باعتبار كل من خرج منها وخاصًة إذا ذهب إلى نادي منافس في الدوري ذاته خائنًا للمحبة التي أعطاها له الجماهير.

أما عن الفرعون المصري، فيعد أحمد حسام "ميدو" أول اللاعبين المصريين الذين أنضموا للذئاب في موسم الانتقالات الصيفية 2004، ولكنه لم يستمر طويلًا حيث لم يبقى داخل صفوف الذئاب سوى موسم واحد قبل أن ينتقل في صفقة على سبيل الإعارة لنادي توتنهام الإنجليزي، ولكن في موسم 2015/2016 كان روما على موعد مع القدر لاقتحام ناديه من قبل فرعون مصري قدم إلى إيطاليا لاحتلال قلوب جماهيرها، ففي صفقة على سبيل الإعارة تم ضم محمد صلاح نجم ليفربول وهداف الدوري الإنجليزي حاليًا، من صفوف تشيلسي حيث كان معارًا إلى فيرونتينا الإيطالي في تلك الفترة، ورغم أن صلاح لم يكن قد قدم ما يؤهله للدخول إلى روما ورغم الفتور الذي تم استقباله به، في حالة من التخوف والترقب لاعتباره سيغادر سريعًا مثلما حدث مع ميدو من قبل، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا ولربما يعود الفضل في التحول التاريخي للفرعون المصري إلى المدير الفني لروما في تلك الفترة وهو لوتشيانو سباليتيا خلال فترة ثياده الثانية والتي استمرت لموسم واحد منذ عام 2016 إلى عام 2017.

سجل صلاح هدفه الأول أمام ساسولو الإيطالي في سبتمبر 2015، واستطاع أن يحصد لروما هدف التعادل، وسرعان ما استطاع صلاح في أولى مواسمه مع الذئاب أن يحصد جائزة لاعب الموسم في روما، وأن يشكل ثنائية لها رونقها الخاص مع فرانشيسكو توتي، ورأوا الجماهير أن صلاح سيكون الشخص المناسب الذي يحمل الشعلة عن توتي رغم جذوره المصرية، وهذا أمر جلل لدى جمهور روما خاصة وإيطاليا عمومًا، ولكنهم تغاضوا عن هذا مع المستوى الرائع والمتميز الذي كان يقدمه محمد صلاح الذي خرج من مصر للبحث عن حلم صناعة التاريخ وحفر اسمه ليس فقط في قلوب مشجعي روما ولكن في قلوب عشاق الساحرة المستديرة على مستوى العالم، وفي الموسم الذي تلاه 2016/2017 قرر روما شراء صلاح بشكل نهائي.

واستطاع المصري محمد صلاح اثبات وجوده بتسجيله 19 هدف، 15 منهم بالدوري الإيطالي، وهدفان في كأس إيطاليا، وهدفان في الدوري الأوروبي، واحتل المركز الثاني في قائمة هدافي الفريق بالموسم الواحد برصدي 39 هدف ، وفي 6 نوفمبر 2016 وقع الاختيار على محمد صلاح ليكون أفضل لاعب في روما بالدوري الإيطالي لموسم 2016/2017.

شعار الذئاب وملابس ممثلي العاصمة الإيطالية

شعار الذئاب وملابس ممثلي العاصمة الإيطالية

لعل أبرز شئ في نادي روما هو عدم تغير شعارهم كثيرًا سوى مرتين، فدائمًا ما كان الشعار يكون عبارة عن درح أعلاه باللون الأصفر وأسفله بالأحمر، وفي المنتصف رسمة لأنثى ذئب وهي ترضع صغارها، وكتابة الحروف الأولى من أسم النادي بالإنجليزية، والمرتين التي تم فيها تغيير الشعار كانت الأولى من 1930 وكانت عبارة عن دائرة حمراء بداخلة دائرة أخرة صفراء ووضع الحروف الثلاثة الأولى للنادي باللون الأصفر، والذي استمر حتى 1934، والمرة الثانية كانت عام 1977 التي شهد فيها الشعار تغيرًا ليكون دائرة بيضاء أطرافها بالأحمر والأصفر وفي المنتصف وجه ذئب بالأسود، والذي استمر حتى عام 1997، أما عن الزي، فدائمًا ما كان الزي قميص أحمرمذهبة أطراف أكمامه بالذهبي، وشورت أبيض، وجوارب حمراء مذهبة أطرافها باللون الأصفر، والزي الثاني للفريق دائمًا ما كان يتخذ اللون الأبيض، وكان التغير الذي يطرأ على الزي الثاني يكون في الشورت فمرة كان يتم تغيره للأحمر، وفي بعض الأحيان للأبيض والجوارب تكون حمراء. 

في ختام حديثنا عن ذئاب الملاعب الإيطالية، قد نجد أن روما لم يخرج عن المستوى الفني المتوسط والمراكز المتقدمة في الدوري الإيطالي سوى مرات قليلة، ولكن لا أحد ينكر أن لدى النادي قاعدة جماهيرية كبيرة، ومتعصبة للنادي بشكل كبير، رغم أن هناك بالعاصمة نفسها فريق أخر مثل لاتسيو، ولكن يعتبر النادي الشعبي في العاصمة الإيطالية هو روما الذي استطاع خلال مشواره الكروي أن يحصد بطولة الدوري الإيطالي لثلاثة مرات، وأن يحرز كأس إيطاليا ل9 مرات، وأن يفوز بكأس السوبر الإيطالي مرتين، وأن يتأهل ويواجه عمالقة أوروبا بالدوري الأوروبي، ولكن مازال يملك جماهيره أحلام كبيرة نحو المجد الضائع والفترة الذهبية المنتظرة، والجدير بالذكر أن النادي  في المركز الخامس ب70 نقطة، ومتقدم بأربعة نقاط عن إيه سي ميلان ومتأخرًا بـ8 نقاط عن لاتسيو أقرب منافسيه.



google-playkhamsatmostaqltradent