لماذا يفتن الله عباده ؟
قال تعالى: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ” (العنكبوت، الآيتان 1 و2).
الإبتلاء
ان الابتلاء سنة من سنن الله في هذه الحياة ؛ فإن الله يبتلي الإنسان في دينه، وكذلك يبتليه في ماله، ويبتلى أيضا في أهله. وكل هذه الابتلاءات والاختبارات ما هي إلا امتحان يختبر الله بها عباده، ليفرق بين الانسان الخبيث من الانسان الطيب، وليكافئ الله الذين آمنوا ويعاقب الكافرين . وتعتبر الفتن والابتلاءات التي يمتحن فيها المؤمن كثيرة، منها أن يكون المؤمن عرضة للأذى والاضطهاد من أهل الباطل و من أعداء الاسلام ،ومنها ما دون ذلك من ابتلاءات في الصحة و المال و ما غيرها ، وتعود حكمته تعالى لأسباب خفية لو عرفها المؤمن لسرت نفسه لأن الله غني عن تعذيب و أذية عباده.أهداف الإبتلاء
أهداف الابتلاء هي بمثابة اعداد الانسان لتحمل الأمانة؛ فحمل الأمانة مسؤولية كبرى و عظيمة لا تتم إلا بشق الأنفس، و التزكية النفس عن الشهوات، و الايمان و الصبر على الابتلاءات والفتن ، و الثقة التامة بإن نصر الله قريب و ثوابه عظيم ، على الرغم من شدة الفتنة و وعظمة الابتلاء.
كما أن الابتلاء يكفر الذنوب والخطايا ، ويرفع المؤمن عند الله درجات . و يبتلي الله أهل الايمان لأن الله يريد تزكية عباده المؤمنين بالابتلاء.
وفي الحديث الشريف، عن مصعب بن سعد رحمه الله، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناس أشَدُّ بلاء؟ قال: “الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ. يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه، فإن كان دِينُهُ صُلْبا اشتَدَّ بلاؤه، وإن كان في دِينه رِقَّة على حَسبِ دِينه، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة” (أخرجه الترمذي).
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “أشد الناس
بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون. لقد كان أحدهم يُبتلى بالفقر حتى ما يجدُ إلا
العباءة يجوبها، فيلبسها؛ ويُبتلى بالقمَّل حتى يقتلُه، ولأحدهم كان أشدَّ فرحاَ
بالبلاءِ من أحدكم بالعطاء” (أخرجه الحاكم في مستدركه).